معارك ميدي : مرفأ بني مروان | الجزء الثاني


معارك ميدي : مرفأ بني مروان | الجزء الثاني













الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد : فاستكمالا لما قد بدأناه من نشر مقتطفات من ضمن التاريخ العربي العظيم في مقاومة الكفر والطغيان ومجابهة المستبدين والغزاة والمستعمرين ؛ سنكمل معكم بمشيئة الله الجزء الثاني من :-

سلسلة معارك ميدي ، والسلسة المتفرعة عنها سلسلة معارك بني مروان وإيطاليا

وهي امتداد لهذين الموضوعين السابقين : - 👇

وسنتكلم في هذا الموضوع عن تأريخ العمودي رحمه الله للوقعة  التي غزا فيها بنو مروان جزراً أفريقية تابعة لدولة إيطاليا ، واستجارة أحد المشاركين معهم - وهو إيطالي الجنسية إفريقي العرقية - ببني مروان من دولة إيطاليا ، وكيف أبت بني مروان أن تسلم جارها حتى كان ذلك سبباً في قصف ميدي عام 1902م ، مع عدة أسباب منها ما قد ذكرنا في :-

سنشرح بإذن الله كلام المؤرخ العمودي (ت1398 هجرية) رحمه الله وهو أحد من عاصروا هذه الوقائع حيث مكث في ميدي مدة طويلة عمل فيها قاضياً ومفتياً.
وسيكون الشرح إن شاء الله بلون مغاير عن كلام المؤلف 
يقول المؤلف : " وكان ميدي قد تحضرت وتمولوا من المال ، وصار أن رجلا من مصوع : رعية الطليان كان هو وأبوه وإخوانه بميدي كغيرهم من الغرباء فاستمال جماعة من العرب على غزو جزيرة دهلك ... إلى قوله "واتصل الأمر بالسلطان" ".
شرح كلام المؤلف : يتكلم العمودي أن ميدي في ذلك الوقت تحضرت وازدهرت وأصبحت غنية بالأموال وكان ذلك لعدة أسباب أهمها نشاطات تهريب الأسلحة وغيرها ، والأمر الآخر الحركة التجارية في تلك المنطقة ومنها كذلك اعتناء أهل تلك المنطقة من بني امزيلع المراونة وغيرهم بأمور التجارة ، ثم حدث وأن رجلاً من مصوع وهي إحدى مدن إرتيريا السياحية أتى إلى ميدي مع أهله فحرض بعض قبيلة بني مروان وعلى رأسهم بني امزيلع وأغراهم بغزو جزيرة دهلك وهي جزيرة تقابل الساحل الإفريقي وبها سفن حربية إيطالية ؛ حيث أنها تتبع للحامية والسلطة الإيطالية المحتلة والمستعمرة في ذلك الزمان ، فقام بعض قراصنة بني مروان بغزو الجزيرة وغنموا أموالاً من الطليان كما هي معروفة تلك القصة ، فخرجت من أجلهم أساطيل حربية إيطالية ، وقاموا بمخاطبة الوالي العثماني لطلب تسليم القراصنة والغازين ، ووصل الأمر إلى السلطان العثماني .

يكمل المؤلف " فأرسل سفينة " نور البحر ... إلى نهاية كلامه بأكمله " وهي أعظم سفن البحرية التركية في ساحل البحر الأحمر ، وأُرسلت كذلك طوابير من الجيش التركي في طلب "أحمد آدم" (الذي استجار بقبيلة بني مروان) وتدخل وسطاء للضغط على زعماء القبيلة من ضمنهم سياسيين مروانيين أيضا مثل " صاحب حرض " وأميرها في ذلك الزمان حمود المحجب المرواني ، وقام الوسطاء بإخبار الترك والإيطاليين بأن بني مروان لن يسلموا جارهم أبدا ولكن لعل الدولتين تحاول معهم بالإغراء والسياسة ، ولكن ذلك لم ينجح ؛ فوقت الطليان موعداً لقصف ميدي (وهو ما استعرضناه في الجزء الأول من هذه المقالة) ولكن الطليان خالفوا الموعد واستعجلوه فقصفوا الميناء حتى استشهد من استشهد من أبناء ميدي ونزح من نزح ، وبعد هذه المعارك كلها ،اهتم كبار مشايخ بني مروان بتأهيل ميدي وعمرانها وأسندت هذه المهمة لطاهر علي الزيلع المرواني وحمود المحجب المرواني للقيام بذلك .

انتهى مقالنا الثاني في هذه السلسلة بحمد الله .


إلى أن نلقاكم في سلاسل قادمة بإذن المولى نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .


المصادر : كتاب الأساليب والبيان في ربوع ميدي من الحضارة والعمران للقاضي : عبد الله بن علي العمودي.

تحقيق : أ.د عبد الله أبو داهش

وكتاب تحفة القارئ والسامع في اختصار تاريخ اللامع لنفس المؤلف ونفس المحقق .

تعليقات

المشاركات الشائعة