معركة الشعاب بين بني مروان وتركيا



معركة الشعاب بين بني مروان والأتراك ، الجزء الأول من الحروب المروانية العثمانية




بعد عودة الأتراك مرة أخرى لليمن والجزيرة في عام 1871م، لم تكن عودتهم توازي طموحات أبناء القبائل العربية الذي استبشروا بعودة الخلافة الإسلامية في بلادهم وعودة هيبة الدولة ؛ لتأمن سبلهم وتطيب حياتهم ، بعدما كانت مليئة بالدماء والمخاوف .
بل على العكس من ذلك : قام الأتراك بحملات قمعية ، واستبدوا ضد القبائل العربية في كافة الجزيرة .
 وعلى إثر هذا قامت العديد من الثورات في ذلك التاريخ ، ومن أشهر تلك الثورات ثورة بني مروان في تهامة اليمن ومنها الحرب الشهيرة المسماة بـ"حرب الشعاب " .

حرب الشعاب : نسبة لمنطقة الشعاب المروانية التي وقعت فيها المعركة وهي تقع في المنطقة الجنوبية والجنوبية الغربية من مدينة حرض الحالية في اليمن ، ويسكن بها عدة بطون مروانية ، وهي أحد أقاليم بادية بلاد بني مروان الممتدة بين دولتي المملكة العربية السعودية وجمهورية اليمن.

وقد كانت تلك المعركة ضد الأتراك عام 1891م ، والتي فتكوا فيها بالجيش التركي وراح ضحية ذلك 400 جندي تركي[1][2]، واستمرت المعارك والثورات في أكثر من مكان وكثرت تعديات بني مروان على اليمن وعلى الحاميات العثمانية هنالك حتى قررت الدولة العثمانية إنشاء متصرفية خاصة ببني مروان باسمهم بدلا من متصرفية أبي عريش[3] .

وقد قال المؤرخ محمد زبارة في أحداث سنة 1303هـ  :
 " وفيها فتكت قبائل بني مروان من قبائل تهامة الشامية بنحو بلوكين من عسكر الأتراك ، كان قد أرسلها القائد محمد بك أبو مسمار .... إلخ " إلى أن قال " فأحاطت بالبلوكين بعض القبائل من بني مروان من كل جهة ، وقتلوهم عن آخرهم وأخذوا أسلحتهم"[4].

وتكلم عن هذه المعركة أيضا : المؤرخ نجدة فتحي في كتاب ( الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية ) حيث قال:

"أدت أعمال الاضطهاد والشدة من جانب السلطات التركية إلى ثورة إحدى عشائر عسير بني مروان ، سنة 1891م ، وأول خذلان للقوات التركية التي نزلت غير مستعدة إلى الميدان وفقدت 400 رجل في أولى مراحل الثورة "[5]

وتجدر الإشارة هنا إلى أن نجدة فتحي يقصد بقوله إحدى عشائر عسير أي : إحدى العشائر التابعة لمتصرفية عسير العثمانية وليس منطقة أو قبيلة عسير المعروفة.
ومع ذلك فهو أيضا مخطئ حيث كانت المتصرفية التي تتبع لها بلاد بني مروان باسم " متصرفية أبي عريش" في الجزء الشمالي من بلاد المراونة ، وأما في الجزء الجنوبي فقد كانت تتبع متصرفية " قضاء الحديدة " قبل أن تسمى جميع بلاد المراونة بمتصرفية بني مروان بعد الثورات والمعارك المروانية ، ولم تكن الأقضية التي تتبع لها بلاد بني مروان باسم عسير أبدا .



[1] زبارة ، محمد بن يحيى ، أئمة اليمن بالقرن الرابع عشر الهجري ، ص39 .
[2] نجدة فتحي ، الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية ص 133 .
[3] مقشر ، عبدالودود ، حركات المقاومة في تهامة ص 56 .
[4] المصدر السابق
[5] المصدر السابق

تعليقات

المشاركات الشائعة