إمارة المستشرفين المزعومة .. " أمير بني مروان "




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

نحمد الله ونثني عليه على ما من علينا من نعم ، ونصلي ونسلم أتم السلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أنبياء الله ورسله أجمعين.

" يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين "

مدخل:

" عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وإِيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. "

في ظل غياب قبائل تهامة ( الأصلية ) عن التدوين ، منذ أمد ليس بقريب ، استغل هذا الغياب من يحاول أن يبني مجداً على حساب الآخرين ويوسع من سلطانه المزعوم ! . من هؤلاء جماعة يسمون أنفسهم بـ " الأشراف " ( سنذكر قريباً إن شاء الله بدعية هذا اللقب ) ، وبما أننا نرى بأنه مبتدع سنعطيهم وصفاً يليق بهم وبتدليسهم واستغلالهم للدروشة على البسطاء والعامة والتصوف منذ أزلهم . سنسميهم بـ " المستشرفين " وهي صيغة تعني ادعاء الشرف لمن يفقده . ولا نعني كل هواشم جازان وتهامة معاذ الله !! وإنما نخص الفئة الكاذبة منهم . هيا بنا إلى الحلقة الأولى من مسلسل " إمارة المستشرفين المزعومة " ، لعلها مقدمة تلفزيونية قديمة  لا بأس المهم هو الموضوع  .
ومما سبق وقبل الدخول في العميق يجب أن نحرر مصطلح " المستشرفين " وننبئكم بأنه : الهاشمي الكاذب الذي يدلّس ويزعم ما ليس له ولم يكن ، أو كما أسماهم نبينا صلى الله عليه وسلم " المتشبع بما لم يعط " .
وسنسوق الحديث للتذكير وللتبارك بالوحي النبوي : قال صلى الله عليه وسلم : " المُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ " متفق عليه.
ستتكلم سلسلتنا بإذن الله على سبيل التشويق لا الحصر عن  
1-   كذب المستشرفين على قبائل تهامة المحالفة لهم في تارات ، أو المجاورة لهم في تارات ، أو المتفضلة على هؤلاء المستشرفين بحمايتهم وإيوائهم في تارات أخرى.
      2-  استغلال المستشرفين للصوفية والدروشة والأحاديث الضعيفة التي توجب إمرتهم على غيرهم .
      3-   استغلال المستشرفين للنسب الهاشمي المتصل بالرسول الأعظم صلاة الله عليه .
      4-   حقد المستشرفين على القبائل الغير آبهة بمركزية أبي عريش الهشة لا سيما قبائل البادية في تهامة والجبال .
      5-   حقيقة الإمارات الهاشمية في أبي عريش قبل دولة الإدريسي .
وستكون حلقتنا الأولى بإذن الله في هذه السلسة تتكلم عن أحد كبار المفترين وهو " خالد بن أحمد بن حمود المكرمي الخيراتي " .
وموضوعه الذي كتبه في موقع أشراف الحجاز وعنونه بـ " الشريف الأمير منصور بن حمود آل علي فارس (صاحب وعلان) "
وسنبدأ معكم بما كذب به في مقاله .
وسنمشي مع الكذاب إلى أن نصفع وجهه لا إلى أن نصل إلى باب بيته كما يقول المثل  .
سنبدأ أولاً بطرح المقال كاملاً على هيئة صور ثم سنفنده بمشيئة الله .






سقنا لكم المقال بأكمله ، وسنستعرض بعد تفنيده إن شاء الله التعليقات التي يضحك بها على العام لنضحك عليه أيضا  .

 (( ملاحظة : سنعرض دعواه باللون الأحمر ونرد عليها باللون الأبيض )) 

الكذبة الأولى : " الشريف الرئيس الهمام منصور بن حمود بن محمد بن حسن بن يحيى بن علي فارس بن محمد بن أحمد بن محمد بن خيرات بن شبير بن بشير بن محمد أبي نمي الثاني القتادي الحسني، صاحب وعلان(2) وأمير قبائل بني مروان. "
الرد : هنا يتكلم مادحاً في أحد أجداده وهو " منصور بن حمود " الذي قاد صف بعض قبيلة يام وغيرها ، في معركة وادي مور ضد الأتراك ، وكان الجيش مقسوم إلى صفين : يام وغيرهم ، تحت قيادة منصور بن حمود . 
والصف الثاني : " أبطال من بني مروان على نظارة شيخهم : أحمد بن عبد الله بن بكري " [1] ، وهو الأمير المرواني وأمير بني مروان الحقيقي وابنها، وقائد العديد من الجيوش الإدريسية [2] (راجع الحاشية فهناك ملحظ مهم) .

الحقيقة أن التاريخ دون ثبات الأمير أحمد بن عبد الله بن بكري حتى استشهاده ، وهروب " الهمام " منصور من حمود  ، وهذا مذكور في نفس صفحة اللامع ، وللأمانة العلمية فقد حاول العمودي رحمه الله ترقيع و تلميع الهروب المنصوري بما قد فتحه الله عليه  ، والعبرة بالوقائع لا بزخارف القول ، ويتضح للقارئ الموضوعي أن نهاية ترقيعة العمودي تصل عند أن مرامه هو وجود بعض الهواشم في الجيش التركي الذي كان يتزعمه هادي هيج الهاشمي أيضا.

المهم : فليعلم القارئ الفاضل أن نزاعنا مع المستشرف الكاذب سيكون حول " أمير بني مروان " . ومقصد المستشرف هنا هو : التأمر والقيادة على بني مروان وتبعيتهم لهم كتبعيتهم لمشائخهم وأمرائهم الذين من جلدتهم .
نكمل في التفنيد ، يتكلم صاحبنا كثيراً مادحاً من إنشاءه ومن نقله في جده – ولا مشاحة لدينا في ذلك - ، المهم نصل إلى قوله : " ولما استولى الإدريسي على جهته استدعاه إليه في صبيا وأبقاه مدَّة لديه، ثم أصلح حاله وأعاده إلى "وعلان"، وأقرّه على إمارته فيها على قبائل بني مروان، فأصبح من رجال دولته وساسة رعاياه، وقاد له الجيوش الكبار ضد الأتراك، لا سيما في حوادث الصراع بينهم على اللحية ووادي مور(8) " ويشير العزو إلى الرقم ثمانية في الحاشية والذي فيه : " انظر: الوشلي، نشر الثاء الحسن، تحقيق إبراهيم المقحفي، صنعاء 1424هـ: ج4، ص172؛ العمودي، تحفة القارئ والسامع: ج2، ص371. " لا بأس سننظر ماذا وراءنا إلا النظر  .
لاحظوا أنه يدعي أن الإدريسي " أقره على إمارته فيها على قبائل بني مروان " وهو يوحي بذلك أن منصور بن حمود كان أميراً ( عاملاً : وسنشرح ذلك بتوسع بعد قليل ) على جهة قبائل بني مروان في وعلان، بتدليس كامل يوحي كذباً أن بني مروان كانت تابعة للدولة العثمانية في تلك الحقبة والتي يمثلها عاملها هنالك منصور بن حمود الخيراتي. ثم يعزو القارئ إلى هذين المصدرين ليدلس عليهم لعلمه بأن لا أحد سيقرأ ، لكن سنوفر عليكم ونأتي لكم بالصفحتين المعزو إليهما ، ولكم الحكم :
أولاً سنبدأ مع نشر الثناء الحسن بنفس الطبعة وبنفس المحقق وبنفس الجزء وبنفس الصفحة ولننظر ماذا لدينا :



هل تجدون إقراراً من الإدريسي ، ولو تلميحاً ؟ لا ؟ إذن لعل العلم موجود عند العمودي في المصدر الذي ذكره :

ولا هنا أيضاً ، إذن هذه كذبة !! ألم تعلم بأن الكذب حرام يا خالد ، كذلك التدليس  .
ويجب التوضيح هنا أن بني مروان لم تكن تابعة للدولة العثمانية ولا لعمالها، بل كانت مستقلة ذاتيا لا سلطة لأحد عليها إلا لمشائخها؛ وقد أشبعنا ذلك حديثا في بقية مواضيع المدونة وهنا سنستعرض تذكيراً ما جاء في موسوعة "سلاطين اليمن في القرن التاسع عشر" للمؤرخ البروفيسور قيصر فرح -في معرض حديثه عن القرصنة في ميدي (ساحل بني مروان) وعن النفوذ المرواني الذي وصل إلى سواحل إفريقيا- :" ربما يكون الضابط البحري الذي قضى سنوات عديدة في البحر الأحمر هو أفضل من وصف مأزق الحكومة العثمانية في مواجهة تجارة الرقيق ؛ لقد وصف الضابط البحري العثماني في تقريره عن "ميدي" بأنها يتعذر الوصول إليها ، سواء عن طريق البر أو البحر ، ويمكن لرئيسها أيضا استدعاء عشرين ألف محارب إذا لزم الأمر ، كما أشار في تقريره إلى عدم وجود موقع عثماني في المنطقة ، وأن الوصول إليه عن طريق البحر يتطلب المرور عبر ممر مائي ضيق ومتعرج يبلغ طوله ثلاثة أميال ونصف ، وعند الاقتراب برا ؛ لن يتمكن العثمانيون من الاقتراب أكثر من خمسين ميلاً منه.

وقال بعد ذلك :"لمضاعفة مشاكل البحرية العثمانية في البحر الأحمر ؛ كان الصحفيون الفرنسيون الحسودون الذين لا يحبون ألمانيا يؤكدون أن الإيطاليين باكتسابهم شروطاً من العثمانيين لم يلتزموا بها تمكنوا من إنجاز ما لم يستطع سرب بحري فرنسي (مكون من خمس سفن كبيرة وطوربيدان مضادان) من القيام بتعويض الخسائر الفرنسية ضد قراصنة ميدي ، ويعزى نجاح إيطاليا إلى صداقتها مع ألمانيا وشفاعة القيصر 
وبعد أن أشار الإيطاليون إلى الطريق بجرأة شديدة ، بدأ البريطانيون أيضاً في التساؤل عما إذا كان الوقت قد حان لجميع القوى التي تتاجر في البحر الأحمر للعمل بالتنسيق لمكافحة القرصنة . عانى الشحن البريطاني أيضاً من غارات القراصنة ، وتم الاعتراف بأن العثمانيين كانوا إما ضعفاء جداً أو أنهم غير مبالين لمواجهة عمليات القرصنة". (قيصر فرح، سلاطين اليمن في القرن التاسع عشر، ص204).

يقول العمودي في "تاريخ اللامع": "وفي هذا الزمن تسبب التجهيز من الدولة لأحمد باشا هو ما أحدثه بنو مروان من التعدي على اليمن .... إلى أن قال وبقي الحال بحاله إلى سنة خمس من القرن الرابع عشر ، في إقامة أحمد توفيق ، وانتقل بالهيئة من أبي عريش إلى جازان لتعصب القبائل ، وحولوا القضاء به ، وبذلك انقطعت ولاية الدولة الأتراك من أبي عريش ونواحيه". (العمودي عبدالله بن علي ، تاريخ اللامع بتحقيق عبدالله أبو داهش ج2 ص 306).

وجاء في  فهرسة المؤرخ محمد عيسى صالحية لبعض الوثائق العثمانية في كتابه "المخطوطات اليمنية في مكتبة على أميري باسطنبول":
"بعد أن عاد من مأمورية الشام من مركز الحديدة ، وقت فساد بني مروان وعصيانهم وقطعهم الطرق ومهاجمتهم بندر اللحية وملحقاتها مراراً، ونهب الصادر والوارد ، وكان الولاة أحمد فيضي باشا ، وأحمد باشا بن سليمان بن عبد الرحمن الكردي الخالدي قد حاولوا إخضاعهم فلم ينجحوا في ذلك". صالحية، محمد عيسى، المخطوطات اليمنية في مكتبة على أميري باسطنبول.

والحديث يطول في هذا الباب وإنما أردنا بيان الحجة وزيادة التذكير ونحن ونحمد الله على ذلك صادقون لسنا بكاذبين كغيرنا.

ثم ننتقل سوياً إلى حالة بني مروان بعد الدولة التركية بعد أن سيطرت قبل وأثناء وبعد وجود العثمانيين، فبعد أن انتقلت متصرفية بني مروان إلى حرض، لم تهدأ القبيلة ولم تتم على ما قد أعطتها إياه الدولة العثمانية لتسلم من تعديات القبيلة بل استمرت نيران المعارك المروانية وغزواتها على الحواضر التي تقبع فيها الحاميات التركية نظير الاستبداد التركي في تهامة، حتى كانت آخر معركة طردت الأتراك من بلاد تهامة ما كانت أيام الإدريسي والمسماة بالحفائر، والتي قضت على الوجود التركي بشكل شبه كلي، بعد أن كان وجودا متذبذباً بين الضعف والقوة، ونعرج على ذِكرٍ عامٍ قبل ذلك، فرغم شحة التدوين والذي استغله هؤلاء المستشرفون الذين تكلمنا عنهم، إلا أننا نذكر ما يدينهم أصلا من مراجعهم، كما سننقل بعد قليل من مصدرهم هم والذي يزعم خالد مكرمي كذباً أنه مصدر محايد، وهو كتاب نفح العود للبهكلي، أو من المراجع المحايدة"نسبياً" والتي لا تخلو من الميل للعاطفة الهاشمية كمؤلفات محمد بن أحمد العقيلي الذي كان مضاداً للكهنوت الهاشمي ولكن بسبب حصره على ذرية العلويين حكراً دون سائر بني هاشم.
ما يهمنا هو ذكره كمصدر وحيد مقبول الحياد أو الموضوعية إلى حد ما في هذا النص والذي تكلم فيه عن حالة منطقة تهامة قبل الدولة السعودية حيث كانت البوادي مستقلة بقبائلها أو ربما تكون هنالك قبيلة بدوية تفرض سلطانها على بقية القبائل هنالك كما فعلت بني مروان والتي متواتر عند الخاصة والعامة امتداد سلطانها على غيرها من القبائل المجاورة لها والتي التزمت بدفع الخوة لبني مروان اعترافاً بسلطانها وسلامة لها من غوائل الغزو الجاهلي في البوادي. انظر على سبيل المثال :-
1- الأدب الشعبي في الجنوب لمحمد العقيلي ج1، ص105.
2- حوليات يمانية، لكاتب غير معروف حققه واستخرجه المحقق الشهير عبد الله الحبشي، وراجع قول المؤلف في البلاد في حديثه عن إدخال السلاح إلى اليمن:" فقام الفرنصيص عمل هذا السلاح المسمى بـ( أبو سك ) وأخرجه إلى بند ميدي بالقرب من جازان وحوله بني مروان متغلبين على جميع البلاد".

وعوداً على إشارتنا إلى الحال فيما قبل الدولة السعودية الأولى (والتي قامت بعد الدعوة السلفية للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله) في تهامة، وكما هو معلوم ومتواتر باستقلال بني مروان في جهاتها بل وامتداد نفوذها على غيرها من القبائل في الجبل والسهل،نذكر موضوع البهكلي في نفح العود حينما كان يتكلم عن تبعية حمود أبي مسمار للدولة السعودية الأولى وتقدمه إلى جهات تهامة الجنوبية باسم الدولة السعودية ومكاتبته لقبائل بني مروان وإرساله إليهم الرسل بأن يدخلوا في طاعة الدولة وإلا محاربتهم. راجع في ذلك ص146 من الكتاب بكتابة عبد الرحمن البهكلي صاحب الكتاب، أو ص75 بكتابة  محمد العقيلي مقدم ومحقق الكتاب.
ويمكننا أن نذكر أيضاً بما قاله المؤرخ محمد العقيلي في مقاله المسمى "الدولة السعودية الأولى في جنوب غرب الجزيرة" في مجلة الثقافة لمدحة عكاش، في العدد رقم 12، وفي الصفحة رقم33، حيث قال بعد أن تكلم عن تعيين الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود لحمود أبي مسمار أميراً تابعاً للدعوة السلفية: " بعث سرية قوامها ثلاثون فارساً إلى تهامة اليمن بقيادة ابن أخيه علي بن حيدر، وأمره بأن يعرض على من يمر بهم الدعوة إلى الله، والسمع والطاعة للإمام عبد العزيز وقتال من وراءهم، فمن أجاب أمر عليهم من يرتضون من رؤسائهم ومن تمنع استعان الله على قتاله، فكانت طريقه على قبيلة بني مروان، وهي أكبر القبائل وأعتاها، فاستجابت للدعوة مباشرة دون قتال".

وهنا يتساءل كل لبيب بل كل من لديه ذرة من عقل كيف يُزعم أن بني مروان كانت تتبع لإمارات أبي عريش ومع ذلك يرسل إليها أمير أبي عريش حمود أبي مسمار كتيبة ورسالة من الإمام عبد العزيز، أليسوا هم أصلا كما يُزعم كذباً يتبعون لإمارة أبي عريش ومن رعايها وبالتالي فإن دخول إمارة أبي عريش في الطاعة للدولة السعودية يعني مباشرة وتلقائيا دخول القبائل التابعة لهذه الإمارة ولا حاجة لإرسال الرسل إليهم لأنهم أصلا في عداد هذه الإمارة وعليهم بما يلزمهم دون أن تستجد لهم دعوة أو حرب أصلاً! إن هذا ( أي أن يكون بنو مروان تابعين لإمارة أبي عريش ومع ذلك ترسل إليهم كتيبة ورسالة خاصة لدعوتهم للدخول في الدعوة السلفية ) أو القتال من قبيل الممجوج عقلاً والمردود بداهة لاجتماع النقيضين.

 ثم بعد أن فرغنا من الإشارة السريعة للحال قبل الدولة الإدريسية بكل أطوار التاريخ السابق لها في الفترة من قيام الدولة السعودية الأولى إلى قيام الدولة الإدريسية، يجب الإشارة قبل الدخول في التفاصيل إلى أن علاقة بني مروان بالدولة الإدريسية كانت علاقة معية لا تبعية، وسيظهر ذلك معنا إن شاء الله في هذا المقال أو في غيره من مقالات المدونة وسنعلم الخلافات الكبيرة بين بني مروان وبين الأدارسة بمختلف أمراء الدولة.
يجدر بنا هنا الحديث عن موضوع مشابه لموضوع المقال وهو الكلام عن مشايخ فرسان من بني مروان أسماهم المؤرخ خالد السعدون بـ " الأمراء " أثناء حديثه عن الجيش الإدريسي حيث قال : " وهناك ستة آلاف رجل يحاصرون ميناء اللحية ، مقسمون إلى أربعة طوابير يقودها أربعة أمراء من بني مروان وهم محمد بن بكري ، وطاهر علي ، ويحيى محمد معوذ ( والصواب معوز من آل معوز ) ، وحيدر محمد محجب ( احفظوا هذا الاسم جيداً سيتكرر معنا قريباً ) "[4] . بمنطق المستشرفين أو بمنطق خالد خصيصاً ( هنا فقط وإلا فمنطقهم وكذبهم واحد ) سيكون هؤلاء القادة المروانيين أمراء على اللحية وقبائلها وسيحق لكل مرواني أن يفخر بإمرتهم ، لكننا عرب الآباء ، و ( الأخوال ) فنعرف المراد بالإمرة هنا وحدود تعدي هذه اللفظة في مقالها .

نعود إلى ما توقفنا عنده  
سأخبركم بسر قربوا آذانكم ، عفواً سرين : - الأول : هل تعلمون أنه يحاول تبرير تغيير المتصرفية التركية  التي كان عاملاً عليهم أحدهم إلى جازان بسبب بني مروان [5] وتسمية المتصرفية باسمهم من الأتراك ، وعرفت البلاد من أبي عريش " قاعدة الأشراف القديمة " إلى حرض بقضاء بني مروان [6] [7] فترونه يزعم إمرته عليهم . ( وحرض هي مدينة كانت لبني هاشم بعد أن ورثوها عن الحكميين، ومن بعدهم انتقلت القبيلة إلى بني مروان ودخلت القبائل الهاشمية والحكمية والعربية الموجودة في المدينة إلى حلف وحمى بني مروان وكان ذلك في أثناء الدولة الإدريسية وبعدها وصولاً إلى أيام الثورة الجمهورية في اليمن، راجع هذا المقال في مدونتنا هذه بنو مروان وحرض .
السر الثاني : اتخاذ بعض المؤرخين لبعض العبارات مثل : " الإمرة " " الإمارة " " الخدمة " وغيرها لا يعني المعنى الذي ينصرف إليه ذهن المعاصرين ، فمثلا يقول عبدالرحمن بن حسن البهكلي في كتابه : "نزهة الظريف في حوادث أولاد الشريف" : " فلما وصلت تلك الخطوط إلى حضرة الإمام ، رجح نظره إرسال السيد العلامة المقام الحسين بن مهدي النعمي ، وشرط شروطاً على الشريف أحمد ، وكان من جملة تلك الشروط : إصلاح جانب المكارمة بني يام وإرسالهم للخدمة حسبما سلف مع الشريف محمد من سالف الأعوام  . " [8] . وبالطبع إن تجيش يام مع جيوش الأشراف لم يكن خدمةً بالمعنى الذي سينصرف إليه ذهن القارئ ، بل كان ائتجاراً وحِلفاً ، وهذا ما كان من بني مروان مع الأشراف في أحايين قليلة .
 ولا أظن بأن هنالك باحث يامي سيسّلم للمستشرفين بإمرتهم على يام بناء على هذه الألفاظ.

مثالٌ آخر من نوع آخر : ما ذكره شرف البركاتي في كتابه  " الرحلة اليمانية " : " ثم وادي تربة لقبيلة البقوم وأميرهم الشريف سلطان بن جعفر ، وأيضاً وادي رنية لقبيلة سبيع وأميرهم الشريف ابن لؤي " [9] . فهل سيأتي أحد من أبناء أولئك الأمراء ويفخر كذباً بإمرة أجداده على قبيلة البقوم أو قبيلة سبيع ؟ وما هي إلا متصرفية تنفيذية تتبع للدولة العليا ؟ إن هذا هو عين ما كانت عليه إمارات الأشراف في تهامة ، قبل أن يأتي حمود أبو مسمار وحاول الاستقلال وما لبث أن أصبح والياً سعودياً تحت إمرة ابن سعود في الدولة السعودية الأولى . لكن ما زال المستشرفون متشبعون بما لم يُعطوا .. وهذا الكلام في الأساس عن الحواضر وليس البوادي المستقلة استقلالاً تاماً  مثل بلاد بني مروان كما ذكرنا وسنذكر في موضوعنا هذا إلا في فترات قصيرة من الدولة السعودية الأولى، وأيام الإدريسي والتي ذكرنها عنها أن بني مروان كانت علاقتها مع الإدريسي علاقة معية لا تبعية.

نكمل تفنيد المقال الكاذب ، يقول صاحبنا : "وسار في مقدمة جيش من قبائل بني مروان وغيرهم من اليمنيين واحتلوا مدينة حرض " يقصد جده منصور . والحقيقة أنه يفخر ببني مروان من حيث لا يعلم حيث أنه يكابر بجده بسبب أنه قاد جيشاً فيه بني مروان ، ومجرد القيادة لا تعني الإمرة ، ولقد قاد مروانيون كثير جيوش الإدريسي ولم يسموا بأمراء على تلك القبائل ، وإنما ينصرف لفظ " الإمارة " التي تطلق على هؤلاء الأمراء من بني مروان وغيرهم ، إلى القيادة العسكرية وما كان نحوها ، لا إلى سياسة القبائل . وإن العمالة أو الولاية للدولة العليا لا تعني منشأ التصرف ، وهذا ما يخالفه الكاذب زاعماً أنه تأمر أجداده على قبيلة بني مروان لمدة قرن ونصف ! – وسيأتي معنا كذبه هذا في معرض الكلام عن تعليقاته أسفل المقال – وكأن بني مروان من أمثاله لا شيخ لهم ولا قائد ، وهم الذين وصل صيتهم وصيت رجالهم وقاداتهم وفرسانهم إلى الممالك الكبرى في ذلك الوقت ، بريطانيا وإيطاليا وتركيا . لكن هذا المستشرف متشبع بما لم يعط كما أسلفنا وهو يعلم تاريخ بني مروان جيداً لذلك يحاول التفاخر بهم كذباً . انتهى مقاله ، وسننتقل للتعليق على افتراءاته في ردوده على من انتقد كذبه.



بسم الله : نريد أن نرد على كل جزئية ثم سنحتسب الكاذبة منها ، أخرجوا آلة حاسبة لنحسب سوياً أعداد الكذبات.
يقول : " نحن نتكلم بحقائق ثابتة وموثقة بمصادر تاريخية معروفة ومشهورة، وأيضاً ولحسن الحظ محايدة، وقد أشرنا إليها في الحواشي المثبتة أعلاه " طبعاً ليس في أيٍ من تلك الحواشي ما يدل على ادعائه القائل " أمير بني مروان " إذن هذه كذبة أولى .
ثم يقول : " ولدينا بالإضافة إلى ذلك مصادر خاصة عبارة عن وثائق عمرها اكثر من مئة سنة في صميم الموضوع وتتحدّث عنه بوضوح " هنا تدليس وكذب ولا يوجد ما يؤيد مزاعمه ، لذا فهو لن يأتي بأيٍ من هذه المخطوطات التي تدل على " تأمره على بني مروان " ، أفكر أن أحسب هذه بكذبتين  لكن العفو عند المقدرة ونحسبها بكذبة واحدة . كذبة ثانية  .
ثم يقول :" فلتعلم إذاً؛ أنه ليس فيما قرأتَ أعلاه تدليساً كما تظن، ولا قصص مخترعة ومكذوبة كما تتخيل أو تتوهم "
ماذا كل هذا ليس كذباً ولا تدليساً ولا اختراعاً ؟ هذه الدعوى سأسميها أم الأكاذيب  .
ثم يقول : " وإن كانت رئاسة الشريف المترجم على بني مروان بدت بالنسبة لك أمراً مستغرباً، أو بعبارة أخرى تجهله ولم تسمع به من قبل، فكان الأحرى بك البحث والتثبّت قبل أن تقول ما لا تعي. وإن شئت فسل العارفين من قومك والمعمّرين عن مثل هذا، وأنا على يقين بأنك ستجد لديهم حقائق عن الشريف المذكور أكثر مما كتبنا عنه." الكذبة الرابعة ، لاحظوا الجرأة والثقة العمياء لدى هذا الكذوب ، ولاحظوا كيف يخادع عقل القارئ بجعله يتوهم أن هنالك أموراً أدق وأكثر تؤيد ما يقوله الكاذب ، مما سيدفع القارئ إلى الاقتناع والتصديق ، وهذا أسلوب خسة ودناءة وكذب، ثم إن المستشرف لا يعلم أن بني مروان من أشد القبائل الحرة التي لا تقبل أن يترأس أحدٌ عليها أو يتأمر ، وقد كانت طيلة عقودها ثورية ًلا تقبل أن يكون سلطانها إلا بيدها [10]، وهم الذين يقول شاعرهم أبو يحيى المرواني :

 "يقول بو يحيى ولا نهنا المقيل  ،،، بلادنا قدها لجبران امعقيل [ شيخ المسارحة ] ،،، لا بوه ولا جده وصل قايم شبع "
 في إشارة إلى عنفوان الشاعر وحميته المروانية الأصيلة وغيرته أن تغزى قبيلته لأول مرة وقد كانت تغزو ولا تغزى [11] ، بل لقد كانت تسود بوادي تهامة المخلاف بأكملها وتتغلب عليها[12] ، بل وتفرض عليها إتاوات [13] كما في ملحمة بني حمد المعروفة والتي سطرها الشاعر علي بن صديق العطيف المسرحي ، ومنها " وقال امحمدي والله ربي ،،، قسم ما عد ترى قرشي وحبي " إلى آخر تلك القصيدة الملحمية الطويلة [14] ، وقصيدة الشاعر أحمد علي عرفة المرواني ومساجلته مع شاعر الحُرَّث عبدالله بن جوشان المقضبي بعد أن طالب الحارثي بانضمام بعض الأراضي المروانية للحرث بحجة أنها داخل السعودية "وكان ذلك أثناء ترسيم الحدود اليمنية السعودية – ويشمل ذلك أن تنضم قبيلة بني العواجي المروانية إلى أراضي الحرث وإلى تبعيتهم ، فقال ابن عرفة المرواني في قصيدة ومساجلة شعرية طويلة ، منها :

قديه يكفي ولا شاتكتب معاونة
واحنا بني مروان ما علينا مكاونة
   و يعرفونها
كم ياجيوشٍ مننا تكتب على اسمكم
وان أجيتم للقاء مكشوف رسمكم
من ساعة المقام تحققونها
واليوم يا عيباه لا شلوا صحابنا 

إلى أن قال في ختام الأبيات : 


 شاعر بني مروان أرض امِّير مركبي
ملكت الجمارك والحكومة والمكاتبي
هذي عوايدنا و هاذي من مكاسبي
محفوظة فالشمال
حافظ أرضي و راعي
أرضي ما فيها مشاعي
قوم صحح لي مباعي
حتى تكتب بالكلام
لا بد ما تسيحون في الجبال وفي الفلات
أملك بلاد أهلك وَعد لي نحاك داخلات
في منطق الكتاب : إذ أنتم خيولاً صافنات
فحنا سروجها  

وغير ذلك من المحفوظ في الإرث المرواني العظيم الزاخر .
 وكم لبني مروان من ثورة ضد الإمام وضد العثمانيين وضد الإدريسي أيضاً .
( تكلمنا عن ذلك في مقال { بني مروان } وذكرنا ذلك بشكل مختصر في جزئية { الثورات المروانية } وسنبسط الكلام عنه في مقالات منفردة في المستقبل القريب بمشيئة الله تعالى ) .

ثم يقول المستشرف خالد : " أما قولك: (من متى صار قائداً لبني مروان؟).
فنقول مثلما قلنا بالترجمة أعلاه: لقد صار أميراً عليهم -قبل أن يكون قائداً- في بداية القرن الرابع عشر الهجري بعهد الأتراك، وتحديداً بعد وفاة والده في عام 1310هـ. ولعلمك فقد كانت الرئاسة عليهم لأبيه قبل أن تصل إليه، بل كان الأشراف آل علي فارس يتوارثونها بتلك الجهات منذ بدايات القرن الثالث عشر الهجري، ولو كان المجال يتسع لسقنا لك الأدلة من مصادرها التاريخية التي تؤكّد صحة ما نقول. هذا عدا كون منطقة المخلاف السليماني بما فيها جهات بني مروان كانت تحت حكم ذويه الأشراف آل خيرات لما يقارب القرن والنصف من الزمن. "

هنا يثبت المستشرف جهله المركب علاوة على كذبه ، فكما أسلفنا ونزيد أن إمارات آل خيرات إنما كانت إمارات مركزية في بعض المدن الحضرية وتتبع للدولة العليا في ذلك الزمان وهي الدولة العثمانية، ثم لما استقل حمود أبو مسمار في أبو عريش لم يلبث حتى جاءت دولة ابن سعود بقيادة عبدالوهاب أبو نقطة ، وسيطرت على جميع تلك البلاد ، وأصبح حمود أبو مسمار بدولته تابع للدولة السعودية وأصبح ولاء وطاعة أهل تهامة لابن سعود ، حتى تم عزل حمود أبو مسمار بعد مكره ونكثه بالعهود، ثم محاولته الانقلاب مجددا والاضطرابات التي دامت في أيامه حتى انتهت بمقتله في عسير، ولم تتبع بني مروان لحمود أبو مسمار ولا لمن بعده إلا ما كان من تجيشهم معه، وهذا ما يزوره المستشرفون ومؤرخوهم لصالحهم ، وإلا فكتب أجدادهم لا تجد فيها ذكراً لاتباع بني مروان للشريف إلا ما كان حلفاً كما وقع مع بني شبيل وغيرهم ، وكما أسلفنا أنه قد ذكر مؤرخهم البهكلي (والذي نستشهد به عليهم لا لأنه دليل مستقل قائم بذاته؛ لورود العديد من المطاعن النقدية على منهجه) بأن حموداً الملقب بأبي مسمار إنما أرسل لبني مروان باسم الدولة النجدية وهذا دليل على استقلالية بني مروان قبل هذه الرسالة والبعثة، فلو كان بنو مروان يتبعون إمرة أبي مسمار أو أجداده لما احتاج أن يرسل لهم الرسل أصلاً، وقد نص العقيلي على ذلك حينما قال بتدقم حمود أبي مسمار إلى تهامة الجنوبية لأول مرة باسم الدولة النجدية، وذلك مبسوط في مؤلفات العقيلي وتحقيقاته وتعليقاته على ما أُلّف في تاريخ المنطقة. وبالمناسبة فلقد كان آل خيرات حينما يعلمون بأن قبائل بادية تهامة تأنف من الاسترزاق ومن مقاتلة بعضها البعض تحت راية طرف خارجي (مع الإشارة إلى أنه قد حصل هذا الأمر في عهد الدولة الإدريسية وشذرات فيما قبلها بسبب تغليب القبائل لبعض المصالح الذاتية) فما برح آل خيرات يراسلون القبائل للتجييش معهم، فكم قد راسلوا ياماً وحاشداً وبكيلاً ، بل وصل بهم الأمر إلى أن استعانوا بالدواسر من وسط نجد لسرقة ونهب حواضر زبيد والحديدة وغيرها باسم الدين وإمارة آل محمد ويبذلون لهم كل ما أنتجته أبي عريش ( حاضرتهم )، حتى سلط الله عليهم الاقتتال فيما بينهم وسلط عليهم هؤلاء القبائل الذين استعانوا بهم حتى ذلوا، وسيأتي ذكر كل ذلك في الأجزاء القادمة من السلسلة بمشيئة الله .[15] [16]

وهنا ما زال المستشرف يكذب ويتحرى الكذب :" وأما قولك: (قادة بني مروان في الموسم.. عندها قبائلها ورجالاتها) فيظهر منه أنك تتحدث عن الحاضر ولا تصله بالماضي القريب فضلاً عن البعيد منه " .
فهو قد كذب الكذبة ولبسها لباس الصدق ، حتى أنه صدقها بنفسه وآمن بها . فياله من إيمان خائب وثبور .
ولكي نبين لكم غاية جهله ، انظروا ماذا يقول هنا وأمسكوا خواصركم من الضحك ، فبعد أن قال : " لا بأس سأخبرك بمعلومات عنكم " يأتي بما يفضح جهله وكذبه وأنه مجرد ناقل لظواهر النصوص ، ومجرد قارئ بليد ، غير ناقد ولا ممحص ؛ يقول : " فبنو مروان يعود نسبهم إلى بني مالك بن شهر، كما قال المقحفي (معجم البلدان والقبائل اليمنية: ج2، ص1496). وهم قديمو الوجود والاستيطان في المنطقة التي كانت تسمى قديماً بـ\"تهامة الشامية\"، وهي المنطقة التي تمتد فيما بين وادي مور من الجنوب ووادي تعشر من الشمال تقريباً. وفيما نعلم فقد ذكروا كثيراً في مؤلفات البهاكلة وعاكش الضمدي، أي قبل ما يقارب من ثلاثة قرون، وإلا فهم أقدم من ذلك. ولا تزال أمم كثيرة منهم تسكن إلى يوم الناس جهات ميدي وحرض باليمن، وهم الأكثر، (انظر: الحجري، مجموع بلدان اليمن وقبائلها: ج4، ص706؛ المقحفي، معجم البلدان والقبائل اليمنية: ج2، ص1496). "

ولتعرفوا أن جهله مركب تركيباً سفسطائياً :
فهو ينسب أكبر قبيلة في تهامة إلى فخذ صغير بقبيلة بني شهر بن الحجر المعروفة في عسير ، وهم مروان من مالك بن شهر . بسبب أن المقحفي قد ذكر ذلك . ولتعلموا أنه " كموج " وهو لقب جيد يناسب المستشرفين الذين يقرأون ولا يفهمون ، ولتلطيف الجو (( مع أني أظنه أنه لا يستحق الجو تلطيفاً ، بعد هذه المضحكات الخيراتية )) . هناك طرفة مشهورة تقول : " سؤل أحد علماء اللغة : مَا الكَمُوج؟ فقَال: أينَ قَرَأتَها؟ قَال: في قَوْلِ امرِئ القَيس (وَلَيْلٍ كموج البَحْرِ). فقَال: "الكَمُوج" دابَّةٌ تَقْرَأ ولا تَفْهَم. "
وما أكثر الكموجين بيننا وصاحبنا خالد أحدهم .
ثم إن نسبهم قد صرح به القاضي إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه " مخاليف تهامة " ص198 ، وقال إنهم من عك . 
وقبله قد ذكر نسبتهم إلى عك نسابة اليمن القاضي محمد الحجري في كتابه "مجموع بلدان اليمن وقبائلها" ج1 ص160.
وقبلهما كان قد ذكرهم الأشعري في كتابه التعريف بالأنساب والتنويه بذوي الأحساب ص125.

نختم بقوله راداً على الأخ فهد المرواني : " الكل كانوا من قبل أقل من قرن من الزمان تحت إمرة الشريف منصور بن حمود آل علي فارس، شئت أم أبيت؛ ليس بادعائنا له ذلك، وإنما بما وجدناه محفوظاً له في كتب التاريخ "
ونقول له : بل يشاء الله أن ينشر الحق ويأبى الله إلا أن يتم النور ويسود العدل .
وعلى منطقك فلنسم أمير منطقة جازان : الأمير محمد بن ناصر أمير جازان وقبائل الأشراف وأمير آل فارس ، ولا أظن أن المستشرف سيرضاها على نفسه .
وختاماً هذه قائمة صغيرة من قوائم كبيرة ببعض أمراء ( بمعنى عمال ) للإدريسي على قبائل وأقضيتها ، ولم يعرف عن أحدهم أنه سمي بأمير لتلك القبيلة بسبب هذه الوظيفة : ولتعلموا أن كلمة أمير هنا ليست بالمعنى الذي يريده المستشرف المدلس ، وإنما معناها : عامل من الدولة الإدريسية على تلك البلاد ، بمثابة الوزير للإدريسي هنالك .
  • 1-   حيدر محجّب المرواني ، أمير قبائل حجور .
  • 2-   محمد مزيد الحكمي ، أمير قبائل صليل . 
  • 3-   أحمد الحازمي ، أمير قبائل بني شهر .  
  • 4-   مصطفى النعمي ، أمير قبائل غامد وزهران ورجال ألمع .
ولتعلموا أن هذا العمل كله تنظيمي ، لا يراد منه أنه يسوس رجل هذه القبائل الكبيرة التي تأنف من أن يقودها من ليس منها ، وتموت دون ذلك .
انتهى الجزء الأول من سلسلتنا ، وبالله التوفيق ، والحمد لله رب العالمين .
ملخص المقال :
1- كذب المستشرف وادعاؤه وتلبيسه على العامة .
2- خلط المستشرف بين العبارات وتوظيفها لما يخدم هواه .
3- عدم تفريق المستشرف بين مترادفات معنى الإمارة ، ومترادفات معنى الأمير : كالمتصرفية والولاية والعمالة وغيرها .

انتهى ولله الحمد من قبل ومن بعد


[1] العمودي ، عبدالله بن علي ،  تاريخ اللامع : نسخة المحقق عبد الله أبو داهش المسماة ب"تحفة القارئ والسامع في اختصار تاريخ اللامع ، ج2 ص371 .
[2] السعدون ، خالد بن حمود ، أحداث في تاريخ الخليج العربي ، ص41 . أخطأ السعدون في كتابة اسم أحمد بن بكري وأسماه محمد ، والصواب أنه أحمد في تلك الفترة .
[3] الوشلي، نشر الثاء الحسن، تحقيق إبراهيم المقحفي، صنعاء 1424هـ: ج4، ص172
[4] السعدون ، خالد بن حمود ، أحداث في تاريخ الخليج العربي ، ص41
[5] العمودي عبدالله بن علي ، تاريخ اللامع بتحقيق عبدالله أبو داهش ج2 ص 306 .
[6] The Sultan's Yemen: 19th-Century Challenges to Ottoman Rule2 , p145   Caesar E. Farah , ( ترجمة : سلاطين اليمن في القرن التاسع عشر ، التحديات العثمانية ، ص145 ، للمؤرخ قيصر فرح )
[7] مقشر ، عبدالودود ، حركات المقاومة في تهامة ص 56 .
[8] مخطوطة نزهة الظريف في حوادث أولاد الشريف ، عبدالرحمن بن حسن البهكلي ، الصفحة الثالثة من المخطوطة .
[9] البركاتي ، شرف بن عبدالمحسن ، الرحلة اليمانية للشريف حسين بن علي ، ص130 .
[10] العمودي عبدالله بن علي ، تاريخ اللامع بتحقيق عبدالله أبو داهش ج2 ص 308 .
[11] العقيلي محمد بن أحمد ، الأدب الشعبي في الجنوب ج2 ص68 .
[12] حوليات يمانية ، لمؤلف مجهول - وقد عثر المحقق الحبيشي على هذه المخطوطة دون أن يعرف اسم مؤلفها ، ص559 .
[13] العقيلي محمد بن أحمد ، الأدب الشعبي في الجنوب ج1 ص106
[14] المصدر السابق وما بعده من صفحات .
[15] انظر للاطلاع : حوليات يمانية ، لمؤلف مجهول - وقد عثر المحقق الحبيشي على هذه المخطوطة دون أن يعرف اسم مؤلفها ،ص 157 ، 272 .
[16] و خلاصة العسجد للبهكلي ، ص 216 ،217 ،226 .

المشاركات الشائعة